لعل أهم انشغال يراود الطلاب الناجحين في شهادة الثانوية او شهادة البكالوريا
هو التفكير في التجربة الجديدة التي هم مقبلون عليها والتي تم توجيهم اليها
حسب تخصصاتهم ومعدلاتهم، بحيث تكون الجامعة البوابة الاولى للولوج الى
عالم الشغل واختيار المهنة والوظيفة التي لا طالما حلموا بها.
وللإجابة عن هذا الانشغال نقول أن الحياة الجامعية تتصف بمايلي:
*حياة التحرر وتحمل المسؤولية:
الحياة الجامعية مليئة بالشغف والمسؤولية التي تساهم في بناء شخصية الطالب ، انها مرحلة جديدة تختلف عن تلك التي كانت مجرد مدرسة نمطية يلعب فيها الطالب دور التلميذ المتلقي للمعلومة فقط، ففي رحاب الجامعة يفتح له المجال للمناقشة ومشاركة آرائه وافكاره ، خصوصا تلك التي تسمح له بصقل معلوماته وشخصيته لجعله شخصا متزنا مسؤولا عن ما يصدر منه من أقوال وأفعال. ، الأمر الذي يفرض عليهم التحرر من عباءة الاسرة وبداية تحمل المسؤولية بشكل فردي والاندماج لا محالة في الحياة الاجتماعية الجديدة
*فضاء للتعارف وتبادل الثقافات:
يتعرف الطالب في الجامعة على العديد من الاشخاص القادمين من بيئات و خلفيات اجتماعية وثقافية واقتصادية مختلفة ، وهذا له الكثير من الأثر الايجابي على حياة الطالب، حيث تفتح له افاق كثيرة لتكوين صداقات والانفتاح على العالم الخارجي وكانه يقطف من كل بستان زهرة.
*خطوة نحو المستقبل:
الجامعة بيئة خصبة للعديد من النشاطات التي تسمح للطالب بالاطلاع على ما هو متاح في الحياة العملية وعلى المجالات المختلفة التي لها علاقة بتخصصه، مما يسمح له برسم أهدافه وحياته المستقبلية بصورة أوضح تمكنه من تحقيق أحلامه .
وقد اهتمت الدولة الجزائرية منذ الاستقلال بالإنفاق على الجامعات واعتبارها استثمارا حقيقيا في مجال تكوين الموارد البشرية التي تعد عنصرا أساسيا للتنمية الشاملة. فقد وفرت للطالب سكنا جامعيا فيه من الهياكل ما يوفر له أغلب احتياجاته، سواء أكل واستحمام وراحة و فيه هياكل أخرى تسمح له وتساعده على التحصيل العلمي من خلال استغلال قاعات المطالعة وفضاءات ثقافية خاصة الانترنت، كما يمكنه استغلال وقت فراغه في ممارسة هوايته المفضلة أو الرياضة التي يحبها، هاته الخدمات و المواصفات المتميزة تجعله يتأقلم سريعا بعيدا عن اسرته .
ومن واجبات الطالب الجامعي التحلي بروح التفاؤل والطموح للتحصيل العلمي الجيد ، وكدا توثيق الصلة بين الأساتذة والمؤطرين المسؤولين عن راحته ومصاحبة الزملاء المجتهدين والإعراض عن الكسالى والمحبطين .
والله ولي التوفيق.
بن رشيد.إبتسام