التأثير الفكري المتباعد والمتقارب بين فصول الذاتية والموضوعية تتبدد وتتجدد؛ تنمو وتتمايز ماهية الكينونة تحت ظل سيرورة الحياة والتي تعد القطر المركزي ضمن دائرة التأثر والتأثير ؛ الإكتساب والفقدان ؛ الوضوح والإستبيان لتجسيد معالم الشخصية كنتاج حتمي لحصيلة طاقات متبددة جاذبة وطاردة ضمن العقل الباطني للذات الواحدة لتفتح ديمومات مختلفة تصنف إلى : عقائد وموروثات ؛ وراثة بيولوجية وإجتماعية ؛ عديد الثقافات المكتسبة من الاوساط الداخلية منها والخارجية تتخلل الذات البشرية عبر ثلة ظواهر فيزيائية ؛ سيكولوجية ؛ مادية ومعنوية تحت مسمى » التأثير الفكري المتباعد والمتقارب » ومن هذا المنظور والزاوية يطرح العقل البشري الواعي إشكالية القناع والجوهرة الذات بين معالم ومنحنى الذات ومميزات وصفات اللاذات ؟
الشخصية أو القناع باللغة اليونانية تمثل مركز قوة الإرادة ونقطة تحكم لبوابة الشعور واللاشعور ويعبر عنها بجملة صفات ومميزات يتصف بها كل فرد على حدى بناءا على الموروثات المحمولة على صبغيات الخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة البعدية الجنينية خلال مراحل الأولى لتنشأة الجنين وتباعا لمقادير حصيلة المفعولات الطاقية المحيطة بالبيئة والأسرة ،و هي الركيزة الأساسية ونقطة ارتكاز سيكولوجيا السلوك التي تعد الواجهة الأمامية للشخصية ومعالمها النورانية لذات العليا. وظلامية اللاذات أو الذات المزيفة وبناءا على هذه المعطيات تقسم الشخصية إلى:
الشخصية الإنطوائية : تتميز هذه الشخصية بكون صاحبها منعزل بإرادته عمن حوله ؛ حيث يعيش في عالمه الخاص ؛ لا يقيم علاقات مع الآخرين ولا يتأقلم مع واقعه المحيط به نتيجة لتواصل كلي بين عالم العقل الواعي ولاواعي وإدراكه لذاته دون غيره ،مما يسمح له بخلق مساحة تخيل وفراغ ذهني يسمح له بالإبداع والإبتكار وعادة ما ينتمي هؤلاء الأشخاص لفئة علماء الفيزياء والفلك لإعتماد هذه العلوم على الخيال وفي هذا يقول ألبرت أينشطاين » الخيال أهم من المعرفة » ويعود سبب ظهور هذه الشخصية لفوضى فكرية ضمن ذاكرة الخلايا العصبية الجنينية واستقطاب متساوي بين طبقات الأفتار وعمود الهالة الزرقاء .
الشخصية القهرية : تتميز بكون الشخص عاجز على التصريح و التعبير عن مشاعره ،وإذا عبر يكون متحفظ جدا فيفهم من الآخرين انه تكبر وغرور » كعلة أساسية لجموع الطاقات الداخلية تحت مسمى النية الباطنية وكمفعول طاقي خارجي لشاكرا العجز « … المستشارة النفسية صبرينة خباب ؛.. لذلك مجال تعاملاته قليلة وبذلك تتكون لديه محبة الإلتزام وحب العمل والإجتهاد فيه ،غير ان غياب الآخر عنه يسبب له مشكلة في اتخاد القرارات وعدم التعرف على الذات. كما يقال في علم الفلسفة » كلما اختلف الغير عني ساعدني لأكون أنا » اي الوصول لذات النورانية وهذا نتيجة لإنغلاق شاكرا العين الثالثة بسبب موروثات. فكر قبل أن تفعل وعادة يكون هؤلاء الأشخاص صرحين جدا ولا يجيدون التنميق اللفظي والمجاملة كما لا يعطون ثقتهم بسهولة لأي أحد مهما اقترب من بوابة اللاشعور وكعلة تسببها انغلاق في هذه الحالة لشاكرا الحلق والجذر أعراض مرضية عضوية تتمثل في صداع النصفي والقولون العصبي وآلام المعدة .
الشخصية السيكوباتية : تتميز هذه الشخصية بأنها خاضعة وتابعة للشهوات والأطماع وتكون سمحة خارجيا لكنها تفتقر إلى المشاعر والأحاسيس داخليا بسبب انغلاق شاكرا القلب فهي لا تتنازل ولا تضحي من أجل أحد ؛ كما انها تتصف بصفات ظلامية تتمثل في الرذيلة مثل الكذب والسرقة لإنفتاح ذرات ناجمة عن القصور في شاكرا القلب ؛ كما تتصف ايضا بقلة الأمانة في العمل والإندفاع والتهور وتكون مستعدة وراثيا للإجرام وعلاقتها مع الإجرام تنشط بشكل فعلي، في ليلة اكتمال القمر أين تكتسب الديمومة قوة جاذبة دافعة تعمل على توليد الفكرة وبذلك تحي روح الجريمة في ثنايا اللاوعي .
الشخصية الإضطهادية : تتسم بالشعور الدائم بالإضطهاد والضيم لذلك فهؤلاء الأشخاص يشكون في الجميع ويتوقعون الأذى من كل إنسان ولديهم سرعة التحول من شخص متعاطف إلى شخص جارح كنتيجة لإنغلاق شاكرا الظفيرة الشمسية وتبدد الشعور والعواطف واضطرابات المزاج وعادة يرافقها فشل في معظم ميادين وأصعدة الحياة خصوصا ما تعلق بالحياة العملية والزوجية .
الشخصية الهستيرية : الشخص الهستري هو شخص أناني لأبعد الحدود ويحب الإستيلاء على كل شيئ لذاته وأن يحمل ويملك كل ماهو جميل وغالي وهو مخلف من مخلفات مرض الهستريا، الذي يعد أهم أسبابه فرط الطاقة على مستوى شاكرا الظفيرة الشمسية التي ينجم عنها تقلصات للتجويف الداخلي والذي بدوره يسبب قوى ضغط لعضلة الحجاب الحاجز والتي هي الأخرى تسبب قوة ضغط على المعدة ،تنتقل بمجملها عبر العصب المعدي الرئوي xإلى جملة الجهاز العصبي فتخلق مولد طاقي لديمومة الخلايا الجنينية فتستنهض حب الأشياء والتملك والأنانية .
الشخصية النرجسية: هي شخصية تتسم بالحب لامحدود ولا معقول للذات، مما يخلق لديها التكبر والغرور والإستغلال وتكون معرضة للإكتئاب وهي نتاج عن قلة الإهتمام والحنان سواء الأم في فترة الحمل أو إبان 3سنوات الأولى، مما يخلق فرطا لإستقطاب واسع لعمود الهالة الزرقاء فيحدث نكران الآخر واستهلاك داخلي لطاقة الجسم السابع وجلد الذات .
الشخصية المتحاشية : وهي شخصية تعاني من فوبيا الآخر واستبيان نقاط الضعف الذاتية فتتجنب وتتحاشى الآخرين تعيش ضمن دائرة الأمن الداخلية وهي نتاج عن ضعف الشخصية وانخفاض معدل الطاقة عن قاعدة الهالة الزرقاء.
الشخصية الإعتمادية : وتميز الشخص الذي يحبذ الإعتماد على غيره لنقص الثقة بنفسه والخوف من عدم القدرة على تحمل المسؤولية كما تتميز هذه الشخصية بعدم قدرتها على اتخاذ القرارات بسبب التنشئة الداخلية الأسرية والتوبيخ المستمر للطفل والترهيب والتخويف والإهانة.
الشخصية العدوانية : وهي شخصية فاشلة في حياتها وعدوة للنجاح وهذا تبعا لخلل وراثي ضمن منطقة الإبداع بضمورها واندثارها بسبب كثرة الإنتقادات والأحكام السبقية الجمعية خلال فترة الطفولة مرافقا لها جلد الذات وعدم تقبل اي انتقادات تمسها
الشخصية الوسواسية : هي نتاج عن مرض الوسواس القهري والتحليل والتفكير البعدي لكل التفاصيل الكبيرة منها والصغيرة، ويتصف حاملها بالإعتماد على النفس، وبأنه مدبر وغير مبذر .
الشخصية الإكتئابية : شخصية متشائمة وحزينة بشكل دائم داخليا، وتسعى دوما لخلق ما يجدد الحزن والإكتئاب الخارجي ؛ الحزن الداخلي لا يؤثرعلى تأدية أعمالها اليومية،و تتولد لديها بصفة دورية تأنيب الضمير والنظرة التشاؤمية كنتيجة لإنغلاق شاكرا الجذر .
الشخصية الإنبساطية : هي شخصية طيبة القلب ؛ مرحة ؛ حسنة المعاملة، يحبها الناس، واثقة بنفسها وسريعة في اتخاد قراراتها ؛ غير منظمة ولا تحافظ على المواعيد تحب سماع المدح وتكره العمل .
الشخصية السفسطائية : صاحبها شخص كثير الجدل والكلام، يحاور دون الوصول إلى نتيجة ، يعاني الوحدة ويحاول اثباث ذاته وظهوره من خلال جدالاته وتشكيل وتكوين الصداقات والعلاقات الكثيرة.
الشخصية المرتابة : تتصف هذه الشخصية بالمبالغة في سوء الظن ؛ والحذر الشديد من الآخرين ، والتأثر بإنتقاداتهم والإكثار من الجدل والخصومة وحب السيطرة والقيادة والتركيز على عيوب الآخرين وأخطائهم، وهي نتيجة لإنغلاق شاكرا العين الثالثة ونظام داخلي مغلق.
الشخصية العطوفة : هي شخصية رقيقة القلب، رؤوفة بالٱخرين متسامحة ولينة لديها إستقرار على مستوى شحنات الأفتار وتلقي واستقبال منتظم لذبذبات الوسط الخارجي .
الشخصية المستسلمة : يتصف صاحبها بإذعان للآخرين ومسايرتهم والموافقة على رغباتهم والضعف في إبداء الرأي لإنعدام الثقة في النفس والكره الذاتي الداخلي، وعدم الرضى عن النفس ،والخوف من الآخر؛ وهي نتيجة لتنشئة اجتماعية وسلوكات يتلقاها الشخص في صغره، كالمقارنة بالغير واتهامه دوما بالفشل فتسحب طاقة ارادته وتنسلخ معالم شخصيته وتجلد ذاته من روحه فيصبح خاضع لآخر .
الشخصية جوهرة الذات العليا ،ونقطة تواصل واتصال بين جذر الإنسان وبيئته ووراثته البيولوجية والإجتماعية، تحت إطار التقارب الفكري الذاتي والموضوعي ،من أجل إثباث الحضور ضمن أثير الوجود والكينونة الإجتماعية والإستحقاق ،لدفع عجلة الإنسانية لتحري التطور والإزدهار والرقي والحضارة العلمية والعملية .